✦ المقدمة
لسنوات طويلة، تم تسويق الاكتئاب على أنه نتيجة نقص في مادة السيروتونين في المخ.
لكن الأبحاث الحديثة — وعلى رأسها عمل الدكتور كريس بالمر من جامعة هارفارد — أثبتت أن هذه النظرية غير صحيحة، وأن الاكتئاب في جوهره مرتبط بخلل أعمق: خلل أيضي في الميتوكوندريا، مصانع الطاقة في خلايا المخ.
✦ لماذا نظرية السيروتونين خاطئة؟
- لم تستطع الأبحاث إثبات وجود “نقص ثابت في السيروتونين” عند مرضى الاكتئاب.
- أدوية SSRIs (مثل Prozac وZoloft) قد تحسن المزاج مؤقتًا، لكنها لا تصحح أي “خلل كيميائي” حقيقي.
- كثير من المرضى لا يستجيبون لها أو يعانون من آثار جانبية مزمنة.
إذن، ما هو السبب الحقيقي للاكتئاب؟
✦ الميتوكوندريا ودورها في الاكتئاب
الميتوكوندريا هي محطات توليد الطاقة في خلايا المخ.
عندما يحدث خلل في الميتوكوندريا، تتأثر عدة وظائف حيوية:
- إنتاج الطاقة (ATP) يقل → الخلايا العصبية تصبح أبطأ وأضعف.
- التوازن الكيميائي يختل → الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين تتأثر.
- زيادة الالتهابات والأكسدة → تدمير إضافي للخلايا العصبية.
النتيجة؟ شعور عميق بالإنهاك، فقدان المعنى، والمزاج المنخفض — وهو ما نسميه “الاكتئاب”.
✦ العلاجات الأيضية كأمل جديد
بدلًا من “تخدير المشاعر” بالأدوية، د. كريس بالمر يقترح تصحيح الخلل الأيضي عبر:
1. النظام الكيتوني العلاجي (Therapeutic Ketogenic Diet)
- يحول مصدر الطاقة الأساسي من الجلوكوز إلى الكيتونات.
- الكيتونات وقود أنظف وأكثر كفاءة للمخ.
- يحسن استقرار الشبكات العصبية ويقلل الالتهابات.
2. تحسين نمط الحياة الأيضي
- النوم العميق المنتظم.
- الصيام المتقطع (Intermittent Fasting).
- الرياضة الهوائية وتمارين المقاومة.
- تقليل السموم (سكر، كحول، أطعمة مصنّعة).
3. المكملات الداعمة للميتوكوندريا
مثل: المغنيسيوم، الكارنيتين، أحماض أوميغا-3.
✦ الأدوية: تسكين وليس علاج
- مضادات الاكتئاب لا تعالج الخلل الجذري.
- هي أشبه بـ مسكّن للأعراض (كالمهدئات أو التخدير).
- قد تساعد مؤقتًا، لكنها لا تصلح الميتوكوندريا ولا تغير مسار المرض.
✦ الخلاصة
نظرية السيروتونين انتهت.
الاكتئاب ليس مجرد “نقص مادة”، بل هو مرض أيضي على مستوى الخلية.
العلاجات الأيضية — وعلى رأسها النظام الكيتوني العلاجي — تقدم أملًا جديدًا لعلاج جذور المشكلة، بدلًا من الاكتفاء بتسكين الأعراض.